النّســر اسم للعديد من الطيور الجارحة الكبيرة. تتغذى النسور ـ أساسًا ـ بالجيف. ولمعظم النسور أرجل ضعيفة، ورأس وعنق عاريان ـ تمامًا ـ من الريش. ولجميع النسور منقار معقوف قليلاً، وريش موحد اللون، وقد يكون بُنيًّا أو أسود أو أبيض. وتعيش النسور في المناطق المكشوفة ـ غالبًا ـ في كل القارات عدا أستراليا، وأنتاركتيكا. وللنسور بصر حاد كما أنها تحسن الطيران. وتميل النسور إلى الحياة في جماعات. وخلال موسم التزاوج تقترن الذكور بالإناث وتعشش على الأرض تحت الصخور الجرفية المائلة، أو في الكتل الخشبية، أو في الكهوف. وتضع الأنثى بيضة إلى ثلاث بيضات فاتحة اللون، ويشترك الأبوان معًا في رعاية الصغار.
وهناك فصيلتان من النسور بينهما صلة بعيدة هما، نسور العالم القديم ونسور العالم الجديد. وتستوطن الأولى قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا، أما الثانية فتستوطن الأمريكتين : الشمالية والجنوبية.
النسر الأوروبي الأسود تمتد أماكن وجوده من جنوبي أوروبا إلى وسط آسيا، ويبلغ طوله مابين 100سم و110سم.
النسور المصرية تستخدم الحجارة لكسر بيض النعام لتتغذى به، ويقوم النسر بقذف الحجر من منقاره بدفعة قوية من عنقه.
نسر الديك الرومي تمتد أماكن وجوده من جنوبي كندا إلى جنوبي أمريكا الجنوبية، ويبلغ طوله مابين 65 و 80 سم
نسور العالم القديم. تُكوِّن فصيلة من 15 نوعًا. وأكبر هذه الأنواع قاطبة هو النسر الأوروبي الأسود، الذي يسمى أيضًا النسر الرمادي. ويعيش هذا الطائر ـ أساسًا ـ في جبال منطقة البحر المتوسط، ووسط آسيا بما فيها جبال الهملايا، ويصل طوله إلى 110سم، كما يصل مدى جناحيه إلى ما يقرب من 2,5م. وهذا النوع الشرس غالبًا ما يطرد النسور الأخرى ليتغذى بالجيف.
وهناك نسر آخر كبير وقوي يسمى كاسر العظام، يوجد في المدى الجغرافي نفسه الذي يعيش فيه النسر الأوروبي الأسود، ويسمى ـ أيضًا ـ النسر ذا اللحية، لأن له لحية من ريشات سوداء تحت ذقنه. وهذا النسر قد يكسر العظام أحيانًا بإلقائها على الصخور من عل أثناء طيرانه، ثم يأكل النخاع الذي يخرج منها. انظر: كاسر العظام.
يعيش النسر المصري في معظم القارة الإفريقية، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وشرقًا حتى شبه القارة الهندية. وهو يتغذى غالباً ببيض النعام، الذي يكسره بإلقاء أحجار صغيرة عليه بمنقاره.
أما النسر أبيض الرأس ونسر جوز النخيل فيوجدان في إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى. ويصطاد النسر ذو الرأس الأبيض ـ أحيانًا ـ الظِّباء الصغيرة، إلى جانب السحالي والبشروش. أما نسر جوز النخيل فيتغذى ـ أساسًا ـ بالزيت الذي يحصل عليه من ثمار الجوز من أشجار النخيل.
نسور العالم الجديد. تتكون من سبعة أنواع ـ خمسة منها تستوطن أمريكا الشمالية. وتتميز جميع نسور العالم الجديد بوجود ثقب أنفي في مناقيرها، ليس له نظير في غيرها، وعند النظر عبر ذلك الثقب ـ من أحد جانبي الطائر ـ يمكن للمرء رؤية الناحية الأخرى خلال المنقار.
ويُعد النسر الأمريكي الأسود من أكثر أنواع نسور أمريكا الشمالية شيوعًا حيث تمتد مناطق وجوده من جنوبي الولايات المتحدة إلى وسط تشيلي والأرجنتين، ويصل طوله إلى نحو 60سم. أما نسر الديك الرومي فينتشر من جنوبي كندا حتى الأرجنتين، ولون ريشه بني إلى رمادي زيتوني. وفي بعض المناطق نجد كلاً من النسور السوداء، ونسور الديك الرومي، والنسور صفراء الرأس الصغيرة تحلّق معًا في أسراب من آلاف الطيور، تشبه في شكلها أعمدة الدخان المتصاعد في السماء.
ويُعد النسر الملك من أكثر النسور إثارة للنظر، حيث توجد على رأسه تجعدات عميقة لونها متألق وعليها نتوءات لحمية ذات لون برتقالي فاقع. وينتشر هذا الطائر من جنوبي المكسيك إلى شمالي الأرجنتين، ويصل طوله إلى ما يقرب من 70سم.
ومن نسور العالم الجديد ـ أيضًا ـ كندور كاليفورنيا، الذي يُعد واحدًا من أكثر الطيور المهدّدة بالانقراض. فقد عاش في البرية في كاليفورنيا بالولايات المتحدة حتى منتصف الثمانينيات من القرن العشرين، لكنه يوجد حاليًا لدى الأسر الثرية فقط، ويصل طوله إلى 140سم ويصل مدى جناحيه إلى ثلاثة أمتار. ومن أقارب هذا النسر كندور الأندين بأمريكا الجنوبية، فمدى جناحيه أكبر من سابقه بقليل، ولذا يُعَدُّ أكبر الطيور الجارحة في العالم قاطبة. انظر: الكندور.